لم يكن الفوز التاريخي الذي حققه المنتخب الأردني على مضيفه العراقي بهدفين نظيفين في مستهل مشواره بدور المجموعات للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بكرة القدم المقررة في البرازيل2014، بمثابة ضربة حظ ، بل جاء بعد دراسة متأنية لواقع المنتخب العراقي البدني والفني واستكشاف نقاط الضعف بهدف استثمارها.
كثيرون قالوا بأن المنتخب العراقي كان الأفضل في هذه المواجهة معتمدين على نسبة الاستحواذ التي مالت لمصلحة العراق، ولكن ألم يدري هؤلاء أن كرة القدم لا تعترف في النهاية سوى بالأهداف..
وكم من منتخب كان يظفر بلقب كأس العالم رغم أنه كان الأقل استحواذا على الكرة والأكثر تحفظا في خطوطه الدفاعية، وما فائدة أن تخلق شلالا من الفرص وتهدرها، فيما يقوم منتخب بصناعة فرصتين ويستثمرها ويتوجها بهدفين.. فالمنتخب الأردني بحقيقة الحال لم يلق بالا للمهم بقدر ما كان معنيا بالأهم وهو الفوز .. وفعلا تبسم له الفوز الأول على العراق بتصفيات كأس العالم.
للانتصار الأردني عوامله المتعددة، فالدعم الذي وفره اتحاد كرة القدم معنويا وماديا حينما خصص نحو (100) الف دولار للاعبين في حال الفوز، وحرص الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد على حضور المباراة في مدينة اربيل لمؤازرة النشامى.
إلى جانب الانضباط التكتيكي العالي الذي امتاز به لاعبوه وسرعتهم في شن الهجمات المباغتة التي كانت تصعق الدفاع العراقي فضلا عن الروح القتالية العالية التي امتازوا بها على مدار شوطي المباراة.
ودهاء المدير الفني عدنان حمد في التعامل مع معطيات المواجهة عندما أغلق كافة المنافذ المؤدية لمرمى عامر شفيع ومنح واجبات مزدوجة لبعض لاعبيه في الشقين الدفاعي والهجومي، شكلت مجتمعة الكفة الراجحة للانتصار الأردني الثمين والتاريخي على نظيره العراقي في عقر داره وبين جماهيره التي بلغ عددها نحو (26) ألف متفرج كانت كافية لتملأ مدرجات ستاد فرانسوا الحريري .
ثمة نقاط جوهرية أخرى تتعلق في البحث بالأسباب التي قادت لفوز النشامى خارج القواعد و تكمن بضعف فاعلية غالبية لاعبي المنتخب العراقي في المناطق الأمامية نتيجة لتقدم غالبيتهم في السن حيث بلغ متوسط لاعبيه نحو (30) عاما تقريبا فيما يبلغ متوسط أعمار المنتخب الاردني نحو (24) عاما.
وعليه نجحت حيوية الشباب الممزوجة ببعض عناصر الخبرة في التغلب على المنتخب العراقي الذي اعتمد على أسماء لاعبيه دون التنبه لمقدار عطائهم في ظل تقدمهم في العمر، كما أن المدير الفني البرازيلي زيكو ظهر واضحا بأنه لا يزال يحتاج لمزيد من الوقت للتعرف على واقع المنتخب العراقي وامكاناته.
ووفقا لما سبق من معطيات، نجد أن المنتخب الأردني استحق الفوز وعرف العراقي عدنان حمد من أين تؤكل الكتف وهو الأدرى بقدرات اللاعب العراقي.
لكن في جميع الأحوال أضحى المنتخب الأردني مطالبا بوضع هذا الفوز الثمين خلف ظهره والتفرغ تماما لمواجهة المنتخب الصيني في عمان يوم الثلاثاء المقبل لأن الفوز سيكون ضرورة ملحة حتى تتوسع الآمال في بلوغ المراد.
كذلك على وسائل الأعلام الأردنية تقنين الأفراح وتأجيلها إلى أن تنطلق صافرة النهاية لمشوار التصفيات معلنة تأهل المنتخب الأردني لأول مرة الى الدور الرابع لتصفيات كأس العالم وهو ما ينسجم مع تصريح عدنان حمد بعد نهاية المباراة: " هو فوز مهم.. لكن المشوار لا يزال طويلا.. ونحتاج لمزيد من العمل والاجتهاد".
السبت سبتمبر 03, 2011 8:32 pm
