من قتل ألبير كامو؟!

يبدو أن هذه المرحلة هي مرحلة «كشف المستور» بالنسبة إلى طرق موت بعض الأدباء الغربيين وملاحقتهم من أجهزة الاستخبارات. فبعد الحديث عن مقتل الشاعر بابلو نيرودا إثر انقلاب بيونشيه في تشيلي عام 1973، ثم الحديث عن علاقة الروائي الأميركي أرنست همنغواي بمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، ودور الأخير الاحتمالي في انتحار الروائي الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1954، جاء الحديث عن احتمال تورُّط أجهزة الاستخبارات السوفياتية (كا جي بي) بمقتل الروائي الفرنسي ألبير كامو.
باتت سير الكتّاب وموتهم خلال القرن العشرين أشبه بروايات بوليسية تتضمّن حبكة شائقة عن مقتل البطل، وقد صدرت في هذا الإطار مجموعة كتب عالمية تفضح واقع الاستخبارات وتدخلاتها المشينة في حياة الكتاب، خصوصاً في مرحلة الحرب الباردة. ففي الاتحاد السوفياتي كانت ظاهرة «الجدانوفية»، وشهدت الولايات المتحدة الحملة المكارثية والصين حملة على أعداء «الثورة الثقافية»، وفي العالم العربي ثمة كتّاب متهمون بـ{المؤامرة» أو الاقتراب من «التابو» (المحرم)… وفتح ملف علاقة الاستخبارات السوفياتية في مقتل ألبير كامو اليوم يجبرنا على طرح أسئلة كثيرة، من قبيل: الهدف من هذا الملف، وما هي المستندات التي تثبت ذلك؟ لا أحد يدري، خصوصاً أن أكثر من نصف قرن مرّ على مقتل كامو، لكن صحيفة «كوريري ديلا سيرا» الإيطالية تخلص في تقرير جديد إلى أن عملاء سوفيات ربما كانوا وراء حادث السير الذي أودى بحياة ألبير كامو، مستندة الى تعليقات سجّلها الأكاديمي والشاعر الإيطالي جيفاني كاتيللي الذي لاحظ أن مقطعاً في يوميات الشاعر والمترجم التشيكي المعروف يان زابرانا المنشورة في كتاب بعنوان «الحياة كلها»، سقط من الترجمة الإيطالية للكتاب.
يكتب زابرانا في المقطع المفقود: «سمعتُ شيئاً في غاية الغرابة من فم رجل كان يعرف الكثير ولديه مصادر حسنة الاطلاع. وبحسب هذا الرجل فإن الحادث الذي كلّف كامو حياته في عام 1960 كان من تدبير جواسيس سوفيات تلاعبوا بأحد إطارات السيارة مستخدمين آلة دقيقة فتحت أو أحدثت ثقباً في الإطار حين كانت السيارة مسرعة».
يتابع زابرانا أن وزير الخارجية السوفياتي آنذاك ديمتري تروفيموفيتش شبيلوف أصدر الأمر شخصياً في رد فعل على مقال نشرته مجلة فرنسية في مارس (آذار) عام 1957، حمل فيه كامو على شبيلوف بالإسم لدوره في قمع الانتفاضة المجرية في عام 1956. واستنكر كامو في المقال قرار موسكو إرسال قوات لسحق الانتفاضة وما وصفه بـ{مجازر شبيلوف». لكن هذه الكلمات غير مقنعة حتى وإن اشتهرت الاستخبارات السوفياتية بعملية القتل والاغتيال، ومهما كان موقف كامو مزعجاً للسياسة الشيوعية فهذا يحتاج الى تدقيق فعلي خارج إطار التكهّنات، وربما تنبغي العودة الى سيارة كامو إن كانت لا تزال على «قيد الحياة»، أو ربما يجب البحث والتدقيق في أرشيف الاستخبارات العالمية للكشف عن «كنوز الظلام».

عاااشت ايدك حبي
دوم هل تقدم يارب

عاشت ايدك ورد
تقبل مرووري

يسلموووووووووو