العـــــــــــــــــــــــــين

العين





العين بوابة القلب وبوابة الروح أيضآ ....

وأجمل العيون تلك التي تشع بالفرح أمام الجمــال ...

وتلك التي تتساقط منها فضة الدمع أمام الألم،

وتلك التي تمتلىء بالحياة والمســرة ،
وتلك التي تقرأ الغامض والمجهول بذكائها الشفيف .
والعين هوية الإنسان أيضآ وكشــاف أعماقه ،

وهي العضو البشري الدال على طبائع البشر وميولهم وأمزجتهم وأشواقهم الدفينة ،
وأحاسيسهم و مشاعرهم وأشواقهم الحارة ،
والعين إلى جانب ذلك كله ،
هي ذلك القارب البلوري المحمل بالكحل العربي ولون الليل . ويمكن سبر أغوار المرأة أو الرجل عن طريق عينيه لما يسمى لغة الجسد ،
فهناك عين مضطربة مهزوزة وساكنة مثل ماء آســن ،
وهناك عين على النقيض الكامل ....
وعين مفتوحة على شفق الصبح ...
وعين مبتسمة ومشعة ومملوءة بالبهاء الإنساني الكلي ،
ويمكن إستبدال الكلام الساقط من الفم بالكلام المندفع من العين ،
فللعيون لغة ،
بل للعيون لغات ،
وأخف هذه اللغات هي الإشارة ،
والعين سهم الإشــارة ومنها ينطلق مرســال الحب ،
وأحيانآ البغض ،
ولكن العين الإنسانية الأجمل ..
هي التي لا تعرف البغضاء ولا تعرف الكراهية .
كثيرآ من الشعر كانت العين هي ملهمته وهي مفتاح بوابته ،

منذو تلك العيون التي بطرفها حور،
والشعر المولود من العينين هو شعر الرؤية وشعر الرؤية ..
ذلك أن به قبســآ من فتنة البصر وفتنة البصيرة .
كثير من الغناء كانت العين بيته الوردي ،
وكثير من المشاهد كانت تغيب في أعماق العين ،
والعين بيت النوم ،
والنوم هو مطبخ الأحلام ،
تلك التي تتألق في ذلك الملكوت الذي لا باب له ولا نافذة وما من مدخل إليه ومخرج منه إلا روح الإنسان .
روح الإنسان لها عين أيضآ .
قلب الإنسان له عين ..
جسد الإنسان كله هو عين وفي هذه الحيــاة التي هي بدورها عين السماء التي لا تنام .