اختلفت الآراء وتعددت بشأن مسؤولية تربية الاطفال وعلى من تقع هذه المهمة الصعبة.. فهناك من يقول انها من حق الزوجة بأعتبار الرجل كثير الانشغال بين العمل وتأدية الواجبات الاجتماعية... وهناك من كان له رأي اخر وهو ان الرجل المسؤول الاول عن تربية الاطفال فهو الذي يأمرهم ويكون حازماً في تصرفاته معهم وكلمته في البيت فوق الجميع عكس المرأة التي تكون قوية لكنها تلين مع توسلات الاطفال كونها تتعامل معهم بالعاطفة … بينما كان هناك رأي يتوسط الرأيين السابقين وهو ان كلاهما مشترك في تلك المسؤولية وكلاً له واجباته الخاصة به.. ولتسليط الضوء اكثر على هذا الموضوع حدثنا:-
أم زينب / ربة بيت/ قائلة: مسؤولية الاطفال كبيرة جداً وتحتاج الى شخص قوي يقدر تلك المسؤولية وأعتقد أن الأب هو من يمتلك القوة وفرض السيطرة على الأبناء وهذا مارأيته مع اطفالي الذين عجزت في الكلام معهم لكن دون فائدة بينما لو طلب والدهم شيء ينفذونه على الفور لانه شديد التعامل معهم ويخافون منه كثيراً اما انا بالنسبة لهم الملاذ الاخر في فعل اي شيء لا يرغب به والدهم وهنا ادركت لابد من أن يتدخل الاب في حياة الاطفال ويوجههم نحو الطريق الصحيح.فيما يقول حيدر كاظم/ موظف: عالم الاطفال صعب جداً ويتطلب مسؤولية مشتركة حتى يبنى لهم أساس صحيح ونهج يسيرون عليه طوال حياتهم.. فالأم واجبها ان تقوم بأعمال المنزل وتحضر لاطفالها الطعام والنظافة الصحية وتزرع فيهم الاخلاق الحميدة لان الطفل في بداية حياته شديد التأثر بوالدته ولاسيما الفتاة لانها اقرب الى امها اما الاب فواجبه توفير كل متطلبات البيت التي يحتاجونها لكن هذا لا يعني ان يلقي اللوم فقط على الام بل هو المسؤول الاول اذا اخطأ الاطفال في حياتهم.. ومن هنا نعرف ان الاب والام هم عمود الاسرة اذا فقد احدهما انهدم ذلك الصرح العظيم.اما نبراس كريم/ معلمة فتقول:الام هي المسؤول الاول والاخير عن تربية الاطفال لانها اكثر من يتواجد في البيت ومن يهتم بمتطلباته ويعرف كيف يفكرون وماذا يحبون ويكرهون عكس الاب الذي يقضي اكثر يومه في العمل ويعود الى البيت منهك ويحتاج الى راحة تامة.. ونادراً مايسأل عن اطفاله كونه يحمل الام تلك المسؤولية ويعتمد عليها بذلك.. ومن هنا يمكننا تطبيق البيت الشعري الذي يقول :
الأم مدرسة اذا أعددتها
اعددت شعباً طيب الاعراقِِ
* فيما كان لحياة علي رأي مختلف عن الرأي السابق اذ تقول: اذا فقد الاب عن البيت انهدم البيت وضاعت مبادئة فهو المسؤول المباشر في تربية الاطفال لا نه الراعي والآمر والناهي في البيت ولا سيما في مجتمعاتنا الشرقية التي تتبع الآية القرآنية “ الرجال قوامون على النساء” اي انهم من يخطط والمرأة تنفذ رغم انها اكثر من يعتني بالاطفال الا ان الشجاعة واحترام الغير والرجولة يكتسبونها من الاب فقط.. فهو من يغرس فيهم تلك الصفات الكبيرة التي تحتاج الى وجود أب مهتم بأطفاله حتى لو كبروا واصبحوا مسؤولين عن عائلة.اما احمد عبد الكريم فيقول:- دائماً ما تتعامل الام مع الاطفال بحنان مبالغ وتكون ميالة الى الخضوع لرغباتهم لانها اكثر التعلق بهم عكس الاب الذي يبتعد عن العاطفة في تربية اطفاله فيحرضهم على اتباع طرق صعبة في حياتهم مثل فرض الرأي والتعامل بالقوة مع الاخرين حتى يحترمونهم ويخافون منهم حتى ان هناك آباء تتبع مبدأ “ القوي يغلب الضعيف” في حياتنا العامة وغيرها من الافعال التي تبرز الرجولية والتي يتصورون انه لا بد من وجودها في اطفالهم...
الأربعاء أغسطس 24, 2011 7:48 pm
